ينطلق الكتاب من اعتماد ثلاثة مفاهيم قرآنية هي التوحيد، والتزكية والعمران، بوصفها قِيَماً عليا حاكمة، لها تجلياتها في مجالات العلم والمعرفة، وجوانب السلوك والممارسة، وميادين بناء الحياة وسبل تطويرها. وتتصل هذه القيم اتصالاً وثيقاً فيما بينها مشكِّلةً منظومة قيمية معيارية متكاملة، تنبثق عنها سائر القيم الرئيسية والفرعية في دين الله سبحانه وتعالى. وهي في الوقت ذاته مرجعية مقاصدية لبيان غاية الحق من الخلق بصورة تُيسِّر على الإنسان الاطمئنان إلى أن كل ما شرعه الله سبحانه له إنما هو لجلب مصلحة له أو درء مفسدة.
ويبين الكتاب أهمية إضافة البعد المقاصدي لقيم التوحيد والتزكية والعمران، واعتبارها قيماً مقاصدية، لها تمثُّلاتها في التراث الإسلامي وفي الفكر المعاصر، وتفيد في تعميق فهمنا للمدخل المقاصدي في جهود الإصلاح الفكري الإسلامي،