يسعى هذا الكتاب إلى بناءِ نموذجٍ إرشادي إسلامي يكون شاهدًا أمثلَ لمنهجية علمية إسلامية تؤطِّر مناهج البحث لدى الباحثين المسلمين المعاصرين في أي ميدان من ميادين البحث العلمي، وترسِّخ العقلانية العلمية في الثقافة الإسلامية المعاصرة. يتَّخذ الكتاب من علمَي الكلام وأصول الفقه مثالَين يطبِّق عليهما النموذج الإرشادي؛ إذ يمكِن من خلال النموذج الإرشادي تجديدُ علم الكلام ليصبح تنضيدًا لعقائد الكتاب المنزَّل الدافعة إلى قراءة الطبيعة والبحث العلمي، بدلًا من اقتصاره على التفكير الفلسفيِّ في القضايا التي أثارها نزولُ الوحي في المجتمع العربي. كما يمكِن تجديد علم أصول الفقه ليصبح أحدَ أُسس النهضة العقلية والحضارية واليقظة الفلسفية في حداثتنا العربية الإسلامية، لكونه علمًا منهجيًّا بامتياز يجتمع فيه دَورا الوحي والعقل. ومن خلال تجديد علمَي الكلام وأصول الفقه يتمكَّن المفكِّر المسلِم من إنجاز قراءة كلٍّ من الوحي والطبيعة.