في البداية كانت الآلام المبرحة، آلام لأول مرة يشعر بها، أو يتخيل أنها موجودة، كان يشعر أن الأطراف الحسية الخاصة بنقل الألم تصرخ بفزع، كأن عملاقًا قرر أن يدق جسده بمطرقة حديدية ضخمة، الألم يجتاح جسده، عظامه تئن بقوة، ورأسه يكاد ينفجر، يجري الألم في عروقه مجرى الدماء، وينبض قلبه بالآهات، يصرخ ولا أحد يبالي، يبكي ولا أحد يهتم، صرخاته كانت تملأ المكان، بينما الأطباء منهمكون في الكتابة، وهما يراقبان جسده الذي يتلوى ألمًا، كان يصرخ ويبتهل لربه أن ينقذه، الألم يكاد يصيبه بجنون تام، الآهات تدوي بلا حساب، والحياة تزوي في عينيه