المفهوم العلمي للجبال في القرآن الكريم :
يصف القرآن الكريم الجبال في تسع وثلاثين آية صريحة بالإضافة إلى تسع آيات أخرى جاءت الإشارة فيها للجبال بوصف “الرواسي”.
ومن هذه الآيات آية تصف الجبال بأنها أوتاد، وهي لفتة معجزة، لأن الوتد أغلبه مدفون في الأرض، واقله ظاهر فوق السطح، ووظيفته التثبيت، وقد اكتشفت الدراسات العلمية أخيرا أن الجبال هي هكذا، وذلك بهد أن تم بلورة مفهوم “تحرك ألواح الغلاف الصخرى للأرض” في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن العشرين.
وقد عرضنا في هذا الكتاب لشرح كيفية تثبيت الأرض ككل في ترنحها حول محورها، وتثبيت كتل القارات حتى تكون صالحة للعمران، لأن حركة ألواح الغلاف الصخري للأرض كانت عند بدء الخلق على قدر من العنف الذي لم يكن يسمح لتربة أن تتجمع، ولا لكائن حي أن يعيش، ومن هنا كانت أهمية الجبال في تهيئة الأرض لاستقبال الحياة.
وورود حقيقة علمية كهذه في كتاب أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة على نبي أمي-محمد صلى الله عليه وسلم، وفي أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين ، لما يقطع بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق، ويشهد للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة، فلم يكن لأحد من الخلق إلمام بهذه الحقيقة في زمن الوحي، ولا لقرون متطاولة من بعده.