قد تكون الأحداث التي انعكست في هذه المقالات قد تجاوزها الزمن، وقلب التاريخ صفحاتها… فالأنباء عن مسيرة الجزائر دخلت منعطفاً جديداً، لكن منهج بن نبي في صياغتها لا يزال الأوفى بالرؤية المستقبلية. وبن نبي ومنذ الثلاثينات، وقد استفاق وعيه على أزمة العالم الإسلامي في قبضة الاستعمار، استطاع أن يستخرج القواعد الأساسية للنهضة، وأن يصبح في هدأة السكون الفكري وافتقاد الرؤية، داعياً إلى منهج، يطوي الشعارات التي أرّخت لضلال العقود العشرة من القرن العشرين، وعلى سائر المستويات.
وفي مقالات هذا الكتاب، تقرأ عن بن نبي، المؤسس لمنهج يدعو الشباب إلى مزيد فيه، وتعديل في تفاصيله، وتصويب لما كان قد اتكأ عليه فكره من أمثال طرحتها المرحلة التي كُتبت فيها تلك المقالات، ثم جاء الزمن يكشف زيفها. فالذي يبقى في هذا الفكر الرائد هو المنهج الذي نقيس به الخطى، ونرسم علامات الطريق.