في نص: «من أوراق أبي الطيب المتنبي» 1995 يستعير محمد جبريل كل أدوات النص المحقَّق، ويتلبس هنا المؤلف لبوس المحقِّق بكل أدواته التحقيقية التي يستعين بها في كتابة النص المحقَّق. ولا يتوانى محمد جبرايل أن يشير في جزء من أجزاء النص إلى طبيعة المحقق لا المؤلف بدءًا من العنوان الخارجي على الغلاف، فهو يصف نفسه بنفس التوصيف الذي قام عليه متنه الروائي فحمل العنوان مع كلمة »رواية» تلك الإشارة الدالة «تحقيق وتقديم: محمد جبريل» وليس «بقلم» أو «تأليف» ويستمر المؤلف في اقتباس دور المحقِّق ففي المقدمة التي يصدِّر بها النص حيث يذكر حقيقة هذه الأوراق، وقد جاءت بعنوان:«حكاية هذه الأوراق»، ذكر فيها لروايات ثلاث تتحدث عن مصدر هذه الأوراق وكيف وصلت إليه فذكر قائلاً:«تباينت الروايات في أي الأماكن ترك أبو الطيب هذه الأوراق؟ ومن الذي عثر عليها للمرة الأولى؟ قال البعض:إن هذه الأوراق عُثر عليها ضمن متعلقات أبي الطيب في الموضع نفسه الذي شهد معركته الأخيرة ومصرعه، ورواية ثانية: أنها كانت ضمن ما حمله أحد اللصوص من متاع المتنبي أودعها بيته القريب من بغداد، ولحقته الوفاة دون أن يدرك قيمتها، فطن الأحفاد لخطورة ما تحويه فأذاعوه، ورواية ثالثة: إن أحد المارة وجد حقيبة صغيرة في الموضع نفسه الذي صُرع فيه المتنبي فحملها إلى بغداد، وفحصتها الأعين الخبيرة فأعطت المقابل الذي استحوذت به عليها، وظلت في موضعها في مكتبة خاصة حتى قيض الله كاتب هذه السطور فأخرجها إلى النور»(الرواية ص:6،5)