«وهذا الكتاب مجرَّد قطرة في بحر الخطايا والجرائم التي ارتكَبها اليمين المصري ضدَّ الثقافة والمثقفين … فالملف الكامل ما زال ممنوعًا من الفتح؛ لأن الذين يملكونه ليسوا طرفًا واحدًا، ولا يملك الفرد منَّا أكثرَ من بضعة أسطر أو قليل من الصفحات.»
كان الدكتور «غالي شكري» قريبًا من الدوائر الثقافية في مصر خلال ستينيات القرن العشرين وسبعينياته؛ وهو ما أتاح له فرصةَ الاطِّلاع على كواليس كثيرة ظلَّت طيَّ الكتمان، لكنه أفصح عن بعضها في هذا الكتاب ذاكرًا العديد من أسماء الشخصيات التي لمَعَت في سماء الأدب والصحافة في مصر آنذاك، ساردًا الكثير من مواقفها غير المُعلَنة، خاصةً بعد زوال الحِقبة الناصرية. ويُعَد موقف المثقفين تجاه دولة إسرائيل من أبرز القضايا التي أثارها المؤلِّف، كاشفًا عن العديد من الشخصيات التي قبلت ضمنيًّا الاعترافَ بإسرائيل والسلام معها، وهو ما ظهَر جليًّا عقِب حرب أكتوبر ١٩٧٣م. كما تناوَل المؤلِّف قضية اليسار المصري ومحاوَلات الإقصاء التي تعرَّض لها، والضربة القوية التي أصابته في عهد «السادات» الذي استخدَم اليمينَ الديني للقضاء عليه.