«بعد التاريخ العام الذي يظهر في النُّبوَّة والمَعاد، أيْ في ماضي الإنسانية ومُستقبَلها، يظهر التاريخُ الخاص أو التاريخ المُتعين في النظر والعمل أولًا، وهو ما سمَّاه القدماء «الأسماء والأحكام»؛ ثم في الحُكم والدولة ثانيًا، وهو ما سمَّاه القدماء «الإمامة».»
يأخذ الدكتور «حسن حنفي» هنا لَفظتَي «الإيمان» و«العمل» إلى مَناطهما العملي، فيشير إلى أنه لا إيمانَ بلا عمل، ولا عملَ بلا إيمان؛ فالإيمان هو الأيديولوجية المُحرِّكة لكل عمل، وليس مُجرَّد تَقبُّل عاطفي انفعالي تجاه مُعجزة أو مُعتقَد. وكذلك ينطلق نحو مفهوم الحُكم والثورة، أو «الإمامة»، فيَشتبك مع مَوقعها بالمدوَّنة الفقهية الإسلامية؛ إذ يرى أن هناك تعمُّدًا في وضعها كمسألةٍ فرعية عارية من علم أصول الدين لصَرفِ العامة عن أمور السياسة والحُكم، وجَعلِها حِكرًا على فئةٍ بعينها، بل على شخصٍ بعينه، وكأنَّ عِلم أصول الدين يبدأ بالتوحيد وسيلةً، وينتهي بالثورة غايةً.