من خلق القرآن كتب محمد دراز هذه الدرر التي تصب في تزكية النفوس من عدة وجوه مثل التخلص من الشح والبخل والإنفاق في سبيل الله وأدب الإنفاق، كذلك بعض صفات المؤمنين، وآخيرًا الحديث عن العلاقة بين أفعال المسلم وأثرها على الآخرين والجزاء عليها.
كثير من الناس إذا انتخبوا عطاياهم – وبخاصة تلك العطايا التي تُجمع بطريقة شعبية، لا يلتقي فيها المُعطي والآخذ ولا تعرف فيها شخصية المعطي ولا الآخذ – يختارونها من حثالة مالهم، وسقط متاعهم؛ يخرجون من الثيابِ خشنها وغليظها وباليها ومرقعها، ومن النعالِ مخصوفها وممزقها، ومن الطعامِ ما بدا خبثه وغلثه، وسوسه وعفنه، ومستبقين لأنفسهم أجود المال وأطيبه؛ يجعلون لله ما يكرهون ولأنفسهم ما يشتهون. تلك نفسية لا تزال فيها بقية من شيمة البخل، تقصر بصاحبها عن رتبة البر، كما وصفه الله تعالى؛ أن نؤتي المال على حبه، ونطعم الطعام على حبه، ألا نستمع إلى القرآن الكريم، حين يقول بصيغة الحصر: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ سورة آل عمران 92