هذا كتاب يجئ مع الربيع ليبشر بحرية أمة أضناها صقيع الإستعباد ويدعو المواطنين جميعا أن يؤمنوا بالحرية ويكرسوا لها حياتهم لا تلفحهم مقايظ البطش ولا يحتدم عليهم أوار القمع والإرهاب. وقد كتب لنقرأه جميعا فإذا تواثبت بين صفحاته وسطوره فقد إختصرت رحلة الربيع ياصديقي. ثم هو ليس جديد عليك ولا بعيدا عنك فكل كلمة فيه خفقة في صدرك أو دمعة في عينك أو أمل يتململ بين حناياك.
كما أنه ليس بحثا علميا في السياسة أو الإقتصاد أو الفلسفة أو التاريخ بل تصويرا تحسبه صادقا لأحاسيس الشعب حيال أمنيته الكبرى الحرية. ولقد كان كتابنا الأول من هنا نبدأ دعوة خالصة لتحرير الشعب من الجوع والوهم. وهذا الكتاب دعوة مماثلة لتحريره من العبودية والظلم.