في عالم تنهض فيه المحيطات كوحوش غاضبة، تتلاعب الأمواج بكل ما كان يومًا مستقرًا. ريم، التي وجدت نفسها فجأة ناجية رغمًا عنها، تُلقى في قلب عالم قاسٍ غمرته الفيضانات، عالم تمزقه موجات من الوحوش والدمار، وتحرمها العواصف من عائلتها ومن أمان الأرض التي ألفتها. بينما تخطو على الحافة بين اليأس والصمود، تكتشف أن هذه الوحوش ليست سوى أرواح المحيط القديمة، الباقية كذاكرةٍ غاضبة لزمنٍ منسي. بين أنفاق غارقة وأسرار مدفونة، تقف بطلتنا في مواجهة ذاتها قبل أن تواجه الوحوش، متمسكة بخيط أمل يعيدها إلى أحبائها، وإلى حياة يمكن أن تُسمى حياة.
لكن الطريق إلى النجاة لا يُفرش بالماء وحده؛ بل هو مليء بالعتمة، بالخيانة التي تأتي من الناجين، وبالموجات التي تعلو فوق صراخ القلب. بينما تواجه ريم خساراتها، تنمو روحها، تتحول من فتاة تائهة إلى امرأة تحمل في صدرها المحيط بأسره. تدرك أن النجاة ليست هروبًا من الأمواج، بل هي الوقوف شامخة وسط هيجانها، والانتصار على عواصفها. في “موج”، ترسم ريم قصتها كإيقاع عالٍ على وتر الحياة، حيث لا شيء أقوى من الإرادة، حتى البحر نفسه.