بعد وصوله للقائمة القصيرة لجائزة المان بوكر الدولية هذا العام 2015، صدر للروائي العربي الكبير إبراهيم الكُوني حديثاً رواية جديدة بعنوان “ناقة الله” عن دار سؤال اللبنانية. وتدور أحدث الرواية في ستينات القرن الماضي حين تم تقسيم الصحراء الكبرى بين الدول، وسجن وتهجير أعداد كبيرة من الطوارق من أوطانهم الأصلية، وبدء محنة الاغتراب والتيه عن الوطن.
وعلى غرار روايته “التبر” التي بطلها جمل، والتي حققت نجاحاً كبيراً وترجمة إلى العديد من اللغات العالمية، فإن بطل رواية إبراهيم الكُوني الجديدة “ناقة الله” هي ناقة اسمها “تاملّالت”، أي الجاموس البري، تتوق حنيناً ووجداً إلى الوطن، وتصارع كل القيود والعراقيل كي تعود إلى أرضها، دون أن يجد راعيها ومحبها أسيس ترياقاً يشفيها من حنينها الموجع إلى الوطن، وتتصاعد أحداث الرواية كمعزوفة شجية تفيض بالشعر والحنين، وبالأسئلة الروحية والفلسفية الموجعة عن معنى الوطن والحرية والعدالة، وكأن الروائي إبراهيم الكُوني أراد لناقته أن تكون مثالاً للناس على حب الأوطان