«انتقلتُ باختياري إلى القاهرة. التقارير، المذكِّرات، البلاغات — لا أعرف التسمية الصحيحة — طاردَتني، جعلت ترقيتي مستحيلة، الوقوف محلك سِر هو أقصى ما أحصل عليه، سافرتُ وراء التصوُّر أن الالتحاق بعملٍ آخَر ربما يُوقِف ذلك كلَّه. أشعر بحاجةٍ إلى الاختفاء من المطارَدة، والتقاط أنفاسي، ومراجعة ما حدث.»
يمتدُّ زمن هذه الرواية الشائقة من فترة السبعينيات إبَّان سياسة الانفتاح الاقتصادي، حتى ثورة يناير في بدايات القرن الحالي، وتدور أحداثُها حول شابٍّ يُدعى «مازن»، يعمل في أحد مراكز الاتصالات بحي بحري بالإسكندرية، وهو شخصية هشَّة، عاش حياةً مليئةً بالصراعات النفسية؛ حيث عانى من الفوبيا والقلق، ونأى بنفسه عن كل الحوارات الاجتماعية والسياسية، وكان دائمًا يلوذ بالفرار من نظرات زملائه واتهاماتهم القاسية الموجَّهة إليه طوال الوقت. ضاق صدره كثيرًا بكلِّ ما حوله، فقرَّر أن يرحل إلى القاهرة، آمِلًا أن يجد فيها الطُّمأنينة والسلام، ولكن أحواله لم تتبدَّل كما تمنَّى، وظلت تَمُوج بداخله مشاعرُ الخوف والقلق والوَحْدة، ولحقت به الذكريات المؤلمة، وخيَّم على حياته ظلامٌ دامس. تُرى هل تظهر له نجمة المساء التي ظلَّ مرتقبًا ظهورَها لتنير مساءَ حياته المظلِمة؟