” نحن ” هنا تعني مصر العربية فجمال حمدان يرى أن مصر رغم تعدد أبعادها يجب أن يبقى لها كيان ثابت لا يتغير وهو القومية العربية بما تحتويه من دين وثقافة …
أما الأبعاد الأربعة فهي البعد النيلي وهو معني أصلا بعلاقتنا مع دول حوض النيل ومتداخل مع البعد الافريقي بدرجة كبيرة ، والبعد المتوسطي وكيف أثر في مصر حضارة في المقام الأول والبعد الآسيوي وهو أكثر الأبعاد تأثيرا في شخصية مصر واستمرارا على مر التاريخ رغم تنوع أشكال هذا التأثير منذ العصور القديمة وحتى الفتح الإسلامي …
لايرى دكتور حمدان تعارضا ولا تناقضا بين هذه الأبعاد الأربعة ولا يرى أن مصر تنقلت بينها تنقلات حادة وانتهازية بل كانت دوما هذه الأبعاد تتداخل وتتكامل في كيان مصر لذا فقد أكد على ضرورة الاهتمام بكل منها بما يتناسب مع أهميته لنا خاصة مع تصاعد ما نواجهه من تحديات الدولة الصهيونية على مستوى علاقاتنا في حوض النيل ومع دول أوربا …
أجمل وأعظم ما يميز كتابات دكتور جمال حمدان هو قدرته على عرض علمه الغزير ومعرفته الواسعة بطريقة شيقة وجذابة تتحول فيها الجغرافيا من علم متخصص ومنعزل إلى حكاية تجمع التاريخ مع السياسة والاقتصاد.