والرواية التي بين أيدينا تأخذ شكل الرواية السيرذاتية من حيث استخدامها تقنيات السيرة الذاتية في تشكيل نصها السردي، ولا تغيب عنها بعض تقنيات فن الرحلة، التي أتاحت للكاتبة توسعة الإطار المكاني لأحداثها عندما تنقل بطلاها داخل الخريطة الفلسطينية، فكانت لهما محطات في نابلس وجنين وغيرهما وما صاحبهما من مفردات المعاناة بسبب الممارسات الصهيونية السادية.
تقوم الرواية على آلية الاسترجاع واستدعاء التفاصيل مع براعة في التصوير تمكنت من خلالها زينب السعود من إشراك القارئ ليس في تمثل الواقع فقط بل في نقل الانطباعات ومشاعر متداخلة ومتباينة. واستطاعت بذلك أن تختزل كل مفردات الواقع الفلسطيني مستحضرة معها كثيرًا من الرموز الإبداعية، وبدأت أوّل فصول روايتها بحزمة من الأسئلة الشائكة كي تقيّد بها القارئ وتوقظ وعيه.