بسم الله القائل: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1]، وأُصلي وأسلم على رسولِه القائِل: ((اللَّهُمَّ زدْني علمًا وعلِّمْني ما ينفعني))، وبعد:
البحث في نظرية المعرفة في التربية الإسلامية أمر هام، وحاجة ملحة في المحتوى المعرفي وتطبيقاته، وعلى المستوى الإسلامي والإنساني، وتتجلى هذه الأهمية في ثلاثة أمور:
الأمر الأوَّل: انتِهاء عصْر الحضارات المحلّيَّة الموقوتة المُتتابعة، وبدء عصر الحضارة العالمية الواحدة المستمرَّة.
الأمر الثاني: هو عجْز المسلِم عن قراءة حركة التَّاريخ؛ أي: الماضي والحاضر والمستقْبل، وعجزه عن تنمية قدراته العقلية والعملية؛ لتحديد علاقته بماضيه وتراثه، وتحليل حاضره وتجديده، وتحليل مستقبله، وبلورة رسالته وتنمية قدراته التي تؤهله لحمل الرسالة.
الأمر الثالث: الانشقاق بين ميادين المعرفة وأدواتها في الحضارة الحديثة، وانتقاد العلماء الغربيين لمنهج المعرفة المعاصر.