يطرح الصادق النيهوم، موضوعات تتعلق بالحياة، والموت والعقل والدعوة والإسلام، وهو في هذا الكتاب يذهب إلى أن ما ندعوه في لغتنا باسم العقل ليس في الواقع خطوة إضافية في طريق الحياة الغريزية بل خطوة مختلفة في طريق آخر.
وهو في نقاشاتها التي يحتويها هذا الكتاب يتابع أبعاد هذا المنطلق من خلال إيجاد علامات جديدة على أن قضية الإنسان ليست في الواقع قضية فرد ما أو جماعة ما بل هي قضية بيئة إنسانية قابلة لنمو الذات. أو قابلة لإعداد طبيعة ملائمة لطبيعة الإنسان أو تشويه هذه الطبيعة والاستمرار في تشويهها حتى تصبح ضد نفسها وتحقق الثورة من داخلها. ومن خلال نقاشاته يتوصل المؤلف إلى أن بناء المجتمع الحر يبدأ بكسر عزلة الفرد وكسب ثقته للخروج من مخبئه النفسي وإن قضية الثقة ليست موضع اختيار بل هي ضرورة من ضروريات الوجود الإنساني