تتخلص نظرة طه حسين في أسباب اعتقاده بانتحال الشعر الجاهلي في نقاط محددة أهمها البون الشاسع بين الحياة التي قدمها القرآن للعرب وبين ما قدمه الشعر الجاهلي ، فمثلا القرآن يحدثنا أن العرب كانوا على اتصال بمن حولهم من الأمم أما الشعر الجاهلي فيمثل العرب كأنهم أمة منعزلة ، والقرآن تحدث عن مساوئ الطبقية العربية بينما الشعر الجاهلي يمثل العرب أجوادا كراما الخ الخ وأرى أن ذلك غير كاف لادعاء انتحال الشعر الجاهلي برمته لأن القرآن – وكما يقول الوردي – يمثل الحياة الجاهلية من زاوية تختلف عن زاوية الشعر الجاهلي ، فمثلا القرآن يثور ضد المترفين المسيطرين على مكة بينما الشعر الجاهلي غير مكترث بما يجري بها وهو مهتم بالحياة البدوية خارج مكة.
يرى الوردي أن الشعر العربي القديم جميل في موسيقاه ولكنه ضحل في معانيه بسبب سجن الوزن والقافية التي تحررت منه الملاحم اليونانية القديمة كالإلياذة وأوديسا فكانت أروع معنى ، ويرى أن الرسول ص كان يبغض الأوثان ويبغض الشعر في آن واحد لأن الشعراء كانوا أبواق لتلك الأصنام.