يضم هذا الكتاب تراجم لنصوص من الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط ممثلة بثلاثة من أهم روادها: القديس أوغسطين، وأنسليم، وتوما الاكويني. إذ تعتبر فلسفة الأول معبرة عن الفلسفة المسيحية في العصر الكنسي فهو يعتبر الجامع لكل ما سبقه من تفكير مسيحي في القرون الأربعة الأولى وما تلاها في القرنين الخامس والسادس خاصة عند آباء الكنيسة اليونان. وذلك لأن الأوغسطينية ظلت تقريباً التفكير الفلسفي سنة 389هـ.
محاور أوغسطين هو أديودات ابن خطيئته كما يسميه ويقوم البناء الداخلي للمحاورة على حدس فلسفي ذي جوانب ثلاثة أولاً: حدود اللغة وقصورها عن إيصالها الحقيقة وعجزها عن أن تقوم بدورها كوسيلة للتعلم أو للتعليم، ثانياً: يضع أوغسطين أسس نظريته الإشراقية في كشف حقائق الأشياء بنور داخلي واتصال مباشر بالموضوعات دون وساطة من لغة أو تصور. وثالثاً: اللغة عند أوغسطين دليلاً على وجود الله ويصبح الله عنده باطناً في النفس يظهر من خلال اللغة.
أما القديس انسليم فهو من أكبر مفكري المسيحية في القرن الحادي عشر وأكبر مفكري العصر الوسيط كله بعد إريجين في القرن التاسع الميلادي، ومن الذين قادوا الكنيسة ضد سلطة الأباطرة والملوك محافظاً بذلك على نقاء الروح وطهارتها ضد أي تواطؤ قد ينجم بين السلطتين الروحية والزمنية
وكتاب “الوجود الماهية” الذي يقدمه المترجم في هذا الكتاب كتبه توما الأكويني أثناء إقامته الأولى في باريس، ويعد هذا الكتاب الأساس النظري الذي تقوم عليه فلسفة القديس في تفرقته بين الوجود والماهية لوضع أسس جديدة للتفكير المسيحي ابتداءً من القرن الثالث عشر ورداً على كثير من الفلاسفة الأفلاطونيين الأوغسطيين منهم.