انك أيها الأستاذ تخاطبني و كأنك تخاطب العالم من فوق برج إيفيل. الشرف و الصدق و الإنسان المتحضر الراقي. أين؟ على سطح كرة أرضية مكونة من وحل و طين. ماذا أفعل أنا التي ولدت في غابة لم أصنعها أنا؟ و لكنها كائنة و موجودة. أحافظ على بقائي و أظفر بالطعام و المأوى و المتعة. و إن لم أجد أسرقها. و إن لم أستطع أقتل و أغتصبها؟ أنت تملك ترف أن تعيش شريفا. و لكن غيرك حتى لو أراد لا يملك هذا الترف.
لولا غلبة الإنشاء عليها لاستحقت تقييما أكبر
أنا فعلا مومس. ماذا تفعل أنت؟ .. آه نسيت. قلت أنك كاتب. و قطعا تعمل في مؤسسة. أو تعيش في مجتمع يعولك و يدفع لك أجرك. هل تقول الحقيقة؟ كل ما تعتقد أنه الحقيقة لهذا المجتمع. أم تقول أشياء و تخفي أشياء؟ أليس هذا مومسة؟ المحامي الذي يترافع عن إنسان يعلم تماما أنه سارق أو قاتل لينال أجره و أتعابه. ماذا تسمي هذا؟ السياسي الذي يعرف أنه يبيع بلده أو يغمض عينا عن مصالحها. ماذا تسميه؟ القاضي. التاجر. الزوجة التي لا تطيق رؤية زوجها و تتأوه حبا حين يلمسها. ماذا تسمي هذا كله؟ ماذا تسمي ما يقوم به العلماء الذين يخترعون الفناء و السياسيين الذين يخوضون الحروب و المثقفون و الكتاب الذين يعرفون الحقيقة و يخافون الجهر بها؟ أليس كل هذا مومسة؟ كلكم. كلهن بغايا. و بأجر فاحش مدفوع. و لكني أنا الوحيدة المصلوبة بينكم. أنا الوحيدة التي بخطيئة. و أنتم فقط قذاف الأحجار.