إنّ الحريّة الزائدة في كتابة التاريخ الآن جعلت بعض المؤرِّخين والكتّاب المُحْدَثين، يرسم – في عقله – الصورة العامة للشخصية التي يتحدّث عنها، ثم يمضي في التْقاط ما يؤيّد الفكرة التي رسمها في عقله، غافلاً عما يُعارضها، أو مهملاً له عن عمْدٍ.
وقد ابتُلي تاريخ هارون الرشيد بنفرٍ من هؤلاء، إذ كُتب عن الرجل كتبٌ كثيرة أساءت إليه ولم تنصفه.
وهذا الكتاب يعتمد على الروايات الصحيحة مستقاة من أمّهات الكُتب النزيهة ذات الحَيْدَةِ الأمينة، وقد جلّى الكتاب صفحةً مشرقةً في تاريخنا الإسلامي من خلال دراسة سيرة هارون الرشيد وشخصيته العلمية والخُلقية، وتحليل ظروف عصره السياسية والإجتماعية، وتسليط الضوء على معظم جوانب ذات العصر الحافل، كلّ ذلك مع الإستقصاء والتمحيص والتدقيق، والردّ على الشُّبهات التي أثارها بعضُ الكُتّاب حول شخصية هارون الرشيد.
وقد تميّز هذا الكتاب أيضاً بصبغته الأدبية العلمية، وفوائده الجمّة المتنوّعة، وأسلوبه الرصين، وكلماته السّلسة السيَّالة… خطَّته يراعة الدكتور الأديب محمد رجب البيومي