بيده اليمنى يقتل “سالم” –القاتل المتسلسل الغائب في رؤاه– ضحاياه، ليكتب بيده اليسرى قصيدة جديدة مع كل ضحية.. تاركا سطورا من الدماء تحيا بامتداد المدينة. ومدفوعا بيقين غريب، يعثر “سالم” على مخطوط عتيق لناسك قديم مجهول، يصير نبيه الشخصي، يقود روحه، ويتخذ من مخطوطه كتابا مقدسا يدير له حياته الخاوية. “هدوء القتلة” رواية هي مزيج من الواقع والخيال في عيني فرد متوحد لم يعد يملك من العالم سوى بقايا حبر ودماء. وهي –على جانب آخر– نص “القاهرة” التي تبدو هنا أشبه بمدينة تحيا حلم يقظة شاسع، بما يجعلها مكانا متخيلا بقدر ما هو قائم متاح. القاهرة هنا خلاء يحيا أشباحه على هامش الصخب، بوحدة مضاعفة، حالمين ومعزولين ومغمورين بضوء فوق واقعي: “ليل” الإسكافي العجوز والقاتل المتقاعد، “جابر” الشبح ذو الساق الصناعية، “سلمى” التي تُقتل مرتين، “سوسن” الأرملة الوحيدة التي تحيا مع بقايا ملابس حبيب من قرن مضى، وغيرها.
عالم غرائبي يرصده “طارق إمام” في عنفه وصوفيته، عبر راو يدير الوجود بمطواته تحت يقين أنه نبي ضد.. بينما يحيا صراعا آخر تديره يداه اللتان تكاد إحداهما أن تفتك بالأخرى.
إذا اكتملت القصيدة بين يدي “سالم” سيكتمل العالم بفنائه الشخصي.. هذا هو رهانه المستحيل في حياة لا تُطلع المرء على جانب من وجهه، إلا لتترك فيه نُدبة