كثيرون كتبوا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقدموا آلاف المجلدات.. ومع هذا فإن في السيرة العطرة النيِّرة جوانب مهمة لم تأخذ حقها من التأمل والدراسة.
ولقد عرضت المؤلفة خلال هذه الصفحات معالم ومواقف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم استفادتها من سيرته الشريفة.. تقدمها إلى الشباب وإلى جيل الغد لينظروا فيها.
وإذن فليس هذا البحث عرضًا لأحداث جرت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي دروس راقية تنظر بعين جديدة إلى تلك الحياة الزاخرة التي استمرت في الأرض المقدسة ثلاثًا وعشرين سنة غيرت وجه الدنيا تغييرًا جذريًا.
~~~
إن سيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم– معين لا ينضب لكل دارس ومتأمل، ففيها الوقائع والسير والدروس والعبر التي تمد من يتأملها ويعمل بهديها بالعون على مصاعب الحياة متاعبها.
في هذه الرواية الجديدة للسيرة تبدأ المؤلفة باستعراض البيئة التي نشأ فيها الرسول الأعظم، والحالة الاجتماعية التي كانت سائدة في ذلك الوقت وكيف كانت الأسر والقبائل والعشائر تتصارع وتتعايش أحيانًا، في هذه المنطقة، رغم اختلافاتها الدينية.
ثم كيف عانى الرسول –صلى الله عليه وسلم– من اليتم والحياة الصعبة بعد
أن توفي جده ومن ثم كفله عمه، لتبدأ معها رحلة ثانية مختلفة في مهمتها ومسؤوليتها وهي رحلة الدعوة إلى الله الواحد الأحد.
ماذا قدمت للرسول –صلى الله عليه وسلم– أسرته وزوجته وأعمامه وعشيرته؟ وماهي مواقفها من دعوته التي كانت جديدة عليهم في نهجها وأفكارها؟
ما نوع الصراع الذي جرى بين الدعوة الجديدة، والمجتمع الآبائي الذي يأبى أن يغير ما رباه عليه الآباء والأجداد.
ثم كيف أسس الرسول –صلى الله عليه وسلم– المجتمع المؤمن المتكافل والمتراحم في المدينة؟ ليصبح مثالاً وحلمًا لكل فرد ومجتمع مسلم، برغم شح الموارد وضيق ذات اليد. ولكن لم يرضِ هذا الوضع أهل مكة الجاهليين فبدأ الصراع المسلح يأخذ مجراه مع المسلمين في شكل غزو...