“إن الشمس – هذا الجرم الأبله الهائل الذي هو أكبر وأضخم وأجمل كائن دميم نراه في هذا الكون – لو أنها كانت تستطيع الاحتجاج على نفسها, وعلى كينونتها, وعلى سلوكها المثير في بلادته, لكان من المحتوم أن تبحث عن بحر كوني يتسع لبدانتها الجوفاء, لكي تموت فيه منتحرة غرقاً!”
“لقد ظلت الشمس – مجد هذا الكون الذي نراه – في وقفتها الطويلة الخرساء, زفي دورتها الغبية المتسكعة, تعرض بإفتضاح جسدها المزخرف, مثلما تفعل أجهل غانية رخيصة مستهترة, وتبدد طاقاتها الجزافية التي لا تعرف كيف ولا لماذا ملكتها بلا حساب, أو ذكاء,أو تدبير. وتواجه هذا الكون, والناس, والآلهة, واالحشرات, والفراغ الرهيب العقيم دون أن ترفض, أو تغضب, أو تبكي, أو تحزن, أو تمرض, أو تقاوم, أو تسأل: لماذا أنا, إلى أين أساق, من فعل بي ذلك. لمصلحة من, ما الهدف, ما البداية, ما النهاية, متى الاستراحة, من أين؟”
لماذا لم يرفض الكون نفسه, لماذا لم يمت انتحاراً, أو اشئزازاً مما يمارس ويواجه ويرى؟
لماذا لم يمت حزناً على المتألمين والمقهورين, وعلى الباحثين عن العزاء؟
إنه لم يفعل, لأنه لايحتج.