كتابٌ في التراجم والسير، يحكي قصة حياة الشيخ ملا رمضان البوطي المملوءة بالمعاناة في سبيل الدعوة والعلم.
بدأ المؤلف كتابه بذكر النشأة الأولى للشيخ؛ فتحدث عن مرحلة طفولته، وطلبه للعلم، ثم انتقل إلى الحديث عن شبابه واشتراكه في الحرب العالمية الأولى، فزواجه وحَجِّه. وعند كلامه عن هجرته إلى الشام قادماً من بلاد الأكراد ذكر أسباب تلك الهجرة التي أدت إلى حياةٍ جديدةٍ في دمشق، واستقراره فيها، مشتغلاً بالدروس، والإمامة، والخطابة، والدعوة إلى الله تعالى.
وقبل أن يصل المؤلف إلى الحديث عن مرض الشيخ ورحيله ووصيته توقف عند أربعة عناوين تتحدث عنه؛ أولها مسلكه في تربية أولاده وطريقة أخذه بأيديهم نحو العلم والذكر، وأثر هذه التربية. وثانيها عبادته، وزهده، وورعه، وحبه للصالحين أحياءً وأمواتاً. وثالثها موقفه من التصوف والبدع، إذ كان يمثل الموقف الصوفي المعتدل البعيد الإغراق ومن الشطحات والمفاهيم الخاطئة، كما كان يبتعد عن البدع التي لا يُقرُّها الدين. ورابع العناوين توقف المؤلف فيه عند صلة الشيخ الطيبة بعلماء دمشق، كالشيخ أبي الخير الميداني، والشيخ بدر الدين الحسني، والشيخ إبراهيم الغلاييني، والشيخ حسن حبنكة وغيرهم. كما تطرق تحت هذا العنوان إلى اعتزال الشيخ، وبعض نشاطاته العلمية، ومحاورة العُصاة واللطف بهم.