أؤمن أنّني وُلِدتُ بنسخةٍ هي مختلفة تمامًا عن النُّسخة الّتي صِرتُها!! ليسَ لأنّنا – بشرًا – دائِمو التّحوّل، ولكنْ لأنّني خبأتُ نسخة الطّفولة منّي واحتفظتُ بها في إحدى زوايا عقلي، وما زلتُ أرجعُ إليها كي أرى كيف انبثقتُ منها وصرتُ تدريجيًّا إلى ما صرتُ إليه.
****
سأصحبكم في كتابٍ يُعرَض بطريقةٍ مُختلفة؛ أبسطُ فيه تجربتي في الحياة بأسلوبِ المشهديّات المُنتقاة، والسّرديّات المُكثّفة، والمواقف المُنتَجبة، وآمُلُ أنْ يكون مُلهِمًا لكم، مُعينًا على تحدّي الذّات والصّعوبات، واختِطاط الدّرب الّذي نرسمه لأنفسنا، لا ذلك الّذي يرسمه الآخرون لنا نِيابةً عنّا.
لم أتوقف عن اعتبار نفسي تلميذًا لحظةً واحدة، أنْ يكون لي أستاذٌ من النّاس أو الكتاب أو الطّبيعة أو التّجرِبة هو أسلوبي في هذه الحياة، التّوقُّف عن التّعلُّم موت، وانتِظار آراء الآخرين فيما نفعل موتٌ آخَر، وأنا قررّتُ أنْ أكون ما أريدُ أنْ أكون. سائرًا في الدّرب، ليس يَعنيني الوصول إلى الغاية بِقَدْر ما يَعنيني الاستمرار في السّير؛ فنحن تُشكّلنا دروبُنا الّتي نَمشيها.