انتقدَ «ماركيوز» الرأسماليةَ في عُقرِ دارِها، وجمعَ سِهامَ نقدِه وصوَّبَها نحوَ الماركسيةِ التي نشأَ في رحابِها، لكنَّه لم يكُن يُخططُ لشهرةٍ عالميةٍ أو ذيوعِ صِيت، وبمتابعةِ إنتاجِه الفكريِّ ببعضِ التغيُّراتِ التي لا تكادُ تُذكر، أعادَ طرْحَ نفسِه ليُصبحَ أيقونةً فكريةً وتنظيريةً للحركاتِ الاحتجاجيةِ الشبابيةِ ولا سيَّما الطلابيةُ منها. يُقدِّمُ لنا الدكتورُ «فؤاد زكريا» عرضًا نقديًّا لفكرِ الفيلسوفِ الألمانيِّ «هربرت ماركيوز» من خلالِ محاولةِ الإجابةِ على سؤالٍ عن ماهيةِ التغييراتِ التي جَعلَت أفكارَ «ماركيوز» بنتَ عصرِها تلتقي وأفكارَ الشبابِ بعدَ حوالَي ثُلثِ قرنٍ من طرحِها، وتتحوَّلُ فجأةً إلى دليلٍ عمليٍّ لكلِّ مؤمنٍ بالتغييرِ والثورة.