«الخلود»؛ ذلك الحلم المُستحيل المَنال الذي أراده «جلجاميش»، وضحَّى في سبيل الحصول عليه بكل ما يمكنه؛ فسافر إلى المجهول وواجه المخاطر، حتى اقترب حلمه. وما إن أمسك به، وشعر بنشوة النصر، وأراد أن يُوزع الخلود على مدينته كلها؛ حتى كان للقدَر كلمةٌ أخرى؛ فالخلود للآلهة، أما ما دون ذلك فهم بشرٌ فانون. تلك هي القصة التي ترويها «ملحمة جلجاميش» عن الطاغية حاكم «أوروك» الذي أشاع الظلم والسُّخرة بين شعبه وطغى، ثم طغى مرةً أخرى حين سعى نحو الخلود ناسيًا أن خلود البشر يختلف عن خلود الآلهة؛ فالآلهة تَخلُد بكيانها، أما البشر فتخلُد أعمالهم وتفنى أجسادهم. تُمثل هذه المسرحية صوت الشعب ضد الظلم والطغيان.