حرصت د.ألفة اليوسف أن توثق تجربتها الروحانية الفريدة فجاء كتابها في سياق إيماني تبنته إثر تجارب روحانية مرت بها حيث أرشدتها لأن ترسم وتعرض السبل الممكنة إلى وجه الله تعالى في لغة نشدت البساطة والوضوح مع ذكر الأمثلة والاطناب في التفسير لآيات قرآنية وأحاديث نبوية فرسمت صدق الوجهة لطرق ثلاث هي :
الطريق الاول العمل 🙁 وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله)
غلب عليه الطابع الإجرائي ونوهت أن أي عمل ليس لوجه الله فهو نفعي . وذكرت أن الشكوى من جحود الناس هو من وجوه المنّ ذلك ان المن هو تبجح بفعل منجز واقرار بخيبة أمل .
تقول ألفة بأن مشكلة الإنسان تبدأ حين ينسى أن كل ما لديه وهب له “عطاء” وليس حقا مكتسبا. وهنا من واجبنا ممارسة العرفان والحمد وهو من وجوه الحب الخالصة التي تذكرنا بعطايا الله اللامحدودة . كذلك نبهت أن الصبر نتيجته الرضا مما يقودنا الى العفو .
الطريق الثاني: الرضا (فأينما تولوا فثم وجه الله)
وكان ذو طابع نفسي عرفت فيه الرضا أنه ذو طابع قلبي يظهر كنتيجة وليس له علاقة بوصفة سحرية لبلوغها .وشرحت كيف ان الرضا لا ينفي العمل والطموح . كذلك تطرقت عن اشكالية الخير والشر وهما نسبيان وفقا لتأويلنا في الأحداث واستشهدت بقصة الخضر وموسى عليه السلام . أيضا مفهوم العذاب و رفضنا للألم ماهو إلا حالة رفض للكائن “الحقيقة”. ما أعجبني شرحها لكلمة”لو” التي تفتح بابا لخلق عالم وهمي يسبب عذابا وندما وحسرة ورفض للواقع يشتكي فيها الناس أحوالهم يصاحبه شعور قلق ،حزن أو غضب. الفصل هذا كان شديد الروعة .
الطريق الثالث :الذكر ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وغلب عليه الطابع الفلسفي وتطرقت إلى مفهوم “الشاهد” فتقول:” أن جوهرنا ليس ماديا لو انتبهنا قليلا لتبينا أن الجسد نفسه والأفكار والانفعالات كلها مواضيع متحولة “
اذن الشاهد يراقب وكأننا في مسرحية او مشهد سينمائي نتماهى مع الحكاية وشخوصها وأحداثها وحتى نخرج من هذا المازق علينا ان نكون واعين بهذا الدور ان نتأمل حياتنا مما يقودنا إلى حالة الخشوع ومن ثم نستكشف أننا لم نكن حزانى ولكن كنا من يدرك الحزن وكنتيجة ندرك اللحظة حالة الحضور ووصفتها بأنها حالة”العودة إلى المنزل”.