في هذه المشاهد الأولى، يمد إبراهيم أصلان يده ليوارب الأبواب، ويمضي بنا إلى الحنايا المأهولة بنقر من أهل الليل .. الحنايا العامرة بدفء القلوب عندما تتجاور. يلملم الأشجار والأحزان ونجوم الليالي، ويجمع ابتسامات الرجال وآمالهم، ويلامس جراح الروح بأطراف الأصابع برفق ، ولكن دون وجل لينتهي بنا، بقدرة الفنان ومهارة المبدع ، إلى عالم كامل غير مسبوق ، يغنينا، ويملأ نفوسنا بفيضٍ من الأسى والبهجة والتراحم.
يقدم الكاتب في هذا العمل تصورًا روائيًا يقوم على إختصار مساحات من السرد، مساحات من الزمن ليتوقف عند أطوار مختلفة ومتباعدة من حياة هذا النفر القليل من الناس، وحياة الوطن الذي يعيشونه، ويجسدها في مشاهد يكتمل كل منها على حدة وإن كانت، في تجاورها تمنحنا عقدًا واحدًا موصولًا ، له حبّات من النور ، ترتجف، لتهدينا في قلب العتمة .