برقت بعينيها ذُعرًا وهي تنتقل بضوء المصباح إلى وجه زوجها وما أن نظرت إليه حتى وجدته يحدق فيها بعينين جاحظتين لا يرف لهما جفنًا؛ فانطلقت من بين شفتيها صرخة مدوية تصم لها الآذان وتبكي على إثرها القلوب المُشفقة وتخشاها أسراب الطيور فتتفرق قائلين بأسف: -“جريمة شنعاء جديدة تقتضي بموجبها لفظ الإنسانية آخر أنفاسها، تفرقوا قبل أن نُصرع في هذه الغابة بُغتة وهوان كما يفعلون ببني جنسهم”.