…ذاك كتاب خطه شهيد”
…وكتب الشهداء مراسلات، تُكتَب بالدم وتٌقرَأ بالروح
لتعود حتى الآن حين وتُكتَب بدماءٍ حديثة
“اقرأيه بروحك يا ضئيلة.. وتذكري دومًا أنك لن تنفع الشمس في قاعة مقفلة.
هكذا أفادت الشجرة لليلى يومًا ما، وسط عالم صامت من الصم والبكم، مُنعت فيه لغة الدلالة والكتابة والنسخ، وصرت الكلمة جناية يعاقب أعلاها التشريع، بينما تُوفّر الجمهورية بطاقات حكومية مختومة يمكن للناس التخابر عن طريقها، وعلى يدها لاغير.
في ذاك العالم وُلدت ليلى، ولم يكن يخطر لها على فكر أن هذه الشجرة سوف تُغيّر مسار عمرها تماماً، أنها ستفتح في مواجهتها منفذ سحرية على بهاء الحياة وقبحها في آن. لقد غرقت تمامًا في سحر الكلمة، بعدما انقرضت المفردات وأصبحت ذكرى من الوقت البالي. فقد أوصلها ذاك السحر في الخاتمة إلى الوجه العاري للحقيقة، الوجه المستتر وراء حرم الهدوء المحكم.