تتشابك الأيدي من خلف القضبان، يصمت القلب لتنطق العيون وتفشي سرَّ قصّة حبٍّ نبتت في قلب يوسف منذ الطّفولة ولم تعرف عنه مريم شيئًا، كان يتنفسها، يصحو كلَّ يومٍ من أجلها، لم يخنها حتّى بفكره، كانت مريم كلّ إناث الأرض في نظره ولكن بينهما مسافةٌ شاسعة وألف جدار ، ولأنَّ مصير الحبّ الحقيقي أن يظهر للعلن فقد انتبهت مريم أخيرًا وأزهر الحبُّ في قلبها وقادها للبحث عن يوسف لتجده خلف قضبان السِّجن ولكنّها لم تستسلم وتحدَّت السجان بفعلةٍ عجيبة سترسم ملامح نهاية قصّتهما…
هو حبٌّ ولِدَ في علب المدينة فهل سينمو في المخيّم أم أنَّ تربة المخيّم سامّة تقتل البذور والجذور؟؟ رواية “يوسف يا مريم” ستأخذك في جولةٍ إلى غزّة حيث وجهها الذي لا نعرفه، وجه المدينة بمقاهيها ومسارحها وحدائقها ونبض الحبِّ فيها…
سنجلس أحرارًا على رصيف شارعِ، في مفاصل بلادي، أسرق لك وردةً حمراء من حديقة الجار، لن يمانع .. أعرف ذلك، قال لي مرة ” جمال الورد هذا كلُّه صدقةٌ جاريةٌ على روح زوجتي” ..
يتجرأ الحمام و يجلس بالقرب منا يلتقط الحب، ..
أقول : ” أريد أطفالًا بعدد هذا الحمام “، تضحكين وتُسَّمي كلُّ حمامةِ كأنّها ابنتك، كأنّها ابنك ..
حبيبتي… غنِّ !
دقائقٌ من الخجل ثم سرعان ما يطرُبُني صوتُك، أرقص التانجو مع صوتك الأرجنتينيّ، و ينتهي الحلمُ بيديك تطوِّقان ذارعيَّ وقِبلةٌ وتصفيقٌ حار..
“من أين جاء كلُّ هذا الجمع!” تقولين لي بهمس…
أقول : ” أبناؤك يُفشونَ سرَّ الحب… ، هذا الحمام رسول الحب“…