بين أيدينا يوميات شاب نابه كتبها وهو فيما بين التاسعة عشرة والعشرين من عمره ولكنه كان شابا متقدا بالحماسة مفعما بالذكاء وقوة الملاحظة وهو متنقل من وطنه الي وطن آخر من اجل العلم فيحرص شأنه في ذلك شأن الطموحين واقوياء الملاحظة علي ان يدرك اسباب التفوق عند ابناء ذلك الوطن وهو يسجل بقلم ناقد مايراه ولايخلو تفكيره من طابع تفكير الشباب وبخاصة انه ينظر بعين ناقدة ايضا كما انه لم يحتك بالآخر احتكاكا حقيقيا قبل بعثته
حول هذه اليوميات يدور كتاب الدكتور محمد الجوادي الصادر مؤخرا عن مكتبة الاسرة تحت عنوان يوميات علي مصطفي مشرفة والكتاب في250 صفحة وفي مقدمته يقول الدكتور الجوادي: مشرفة وجيله لايزالون في المرحلة التي لم تتبلور فيها الحركة الوطنية المصرية علي النحو الذي حدث بعد عام واحد في ثورة1919 فقد كان مشرفة في ذلك الوقت لايزال علي ولائه للدولة العثمانية علي اعتبارها الخلافة الاسلامية ولم تكن هذه الدولة في ذلك الوقت قد زالت وإن كانت علي تنحو مانعرفه من التاريخ في طريقها الي الزوال لكننا دون يوميات كهذه لاندرك قيمة الجهد العظيم الذي بذله كل من سعد زغلول ورفاقه في ثورة عام1919.