فروسية العلم والبَيان وفروسية الرَّمْي والطعان.
ولما كانَ أصْحاب النَّبِي ﷺ أكمل الخلق فِي الفروسيتين فتحُوا القُلُوب بِالحجَّةِ والبرهان والبلاد بالسَّيْفِ والسنان، وما النّاس إلّا هَؤُلاءِ الفَرِيقانِ ومن عداهما فَإن لم يكن رِدْءًا وعونا لَهما فَهُوَ كلٌّ على نوع الإنْسان!
وقد أمر الله رَسُوله بجدال الكفّار والمُنافِقِينَ وجلاد أعدائه المشاقين والمحاربين فَعِلم الجِدال والجلاد من أهم العُلُوم وأنفعها للعباد فِي المعاش والمعاد ولا يعدل مداد العلماء إلّا دم الشُّهَداء والرفعة وعلو المنزلَة فِي الدّاريْنِ إنَّما هِيَ لهاتين الطّائِفَتَيْنِ وسائِر النّاس رعية لَهما منقادون لرؤسائهما. في الكتاب مقدمة وخاتمة تأخذان بمجامع القلب ،الكتاب ممتلئ بتفاصيل جميلة آتية من زمن آخر