انتشار الأوبئة في هذا الزمان، واهتزاز العالم لها؛ دليل على عجز البشر، واستيلاء النقص عليهم، مهما أوتوا من علم وخبرات، وفيها تذكير بعظمة الله تعالى، وكمال قدرته وكبريائه، وقيوميته على خلقه، واستحقاقه للعبادة وحده، وأنه لا معبود بحق إلا هو، وأن الخلق كلهم مفتقرون إليه، خاضعون له سبحانه. والمسلم عليه أن يلتزم بقواعد الحجر الصحي في حالة الوباء، وأن يتعاون مع المسؤولين في ذلك.
للقلب؛ اعتقاد وللسان والجوارح؛ عمل
فأمّا اعتقاد القلب؛ بأن يُوقن أنّ ما أصابه لم يكن ليخطأه وما أخطأه لم يكن ليصيبه،
وأن كل بلاء هو للمؤمن المحتسب تكفير للخطايا:
“عنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ:مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ،حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه “.
لذا فلا خوف ولا قلق يستحوذ على السلم وجَلًا من أن يصيبه وباء؛ولا فزع واضطراب إن أصابه.بل هو يربي القلب في كلّ أحواله لأن يكون مطمئنًا لأمر الله عز وجلّ من خير أو شر بحسب ظنّه.وأما اللسان فـ عليه الذكر؛ أذكار الصباح والمساء للتحصين لئلا يصيبه بلاء؛فمثلًا هذا فضل أحدها؛