من الشرفة الدمشقية تطل وتنثر ياسمينها كلمات تفوح بعطر الأحاسيس الآتية من سيدة الرحيل التي دموعها الحبر و شفتاها الورق ورئتاها هاتان اللتان تتنهدان بعطر الياسمين.
من الديوان: حبك ضيف لا يطاق يأتي حين لا أكون مستعدة لإستقباله يدخل من النافذة و يحتل فراشي يرفع قدميه الموحلتين فوق وسادتي الحريرية ينفث دخان غليونه داخل رئتي يرد على هاتفي و يطرد أصدقائي يتناول دفتر مفكرتي ليشطب ما يشاء من مواعيدي يملي عليّ تسريحة شعري و لون ثيابي و أقراطي و نبرة ضحكتي و إيقاع مشيتي و صابون حمامي و نبضي ! عن الديوان: أحبك لأنني عرفت معك شيئاً جديداً غريباً عني، اسمه الفرح… كل الذين أحببتهم قبلك، صنعوا لي قفصاً وسوطاً ولجاماً، ومقصاً لأجنحتي، وكمامة لأغاني الغجرية في أعماقي… فصار الهوى معتقلاًً والحوار محاكمة… وعلموني الحزن والقسوة واللامبالاة، والغدر والسخرية المصفرة… معك. التقيت الشمس، صافحت الضحك، راقصت البراءة… وقدمت أوراق اعتمادي إلى الشروق… واكتشفت كم همسك الأزرق جميل عند الفجر”
تنبع دهشة قراءة غادة السمان من قدرة هذه الأديبة وجرأتها على التخيل وتركيب الصور الجميلة أو المفاجئة التي لا يتوقعها القارئ! غير أن تلك الدهشة تنبع أيضاً من إصرار الكاتبة الدائم على إعلان الحب، بحيث يبدو إنتاجها الأدبي قصده حب واحده ودعوة متواصلة للفرح من الزمن ..
ولن أغفر لك
سأعاقبك عقاباً لن تنساه
سأحبك .
.
كنت أفكر بك توأماً
لعذابي
.
من لا يفهم تحولات الماء
يجهل قلب المرأه العاشقة
.
العزيزة دائماً وابداً
غادة ..