نستعين هنا بذات الآية التى إستعان بها ( عباس العقاد) في كتابه هذا وهى “وتلك الأيام نداولها بين الناس” حيث إنها أبلغ وصف لما قصده وبينه الكتاب، فعلى الرغم من ان عنوانه يدل على ان أثر العربي في الحضارة الأوربية هو موضوع الكتاب إلا انه لم يكون الموضوع الوحيد فيه. فقد جاء الكتاب مقسما إلى قسمين تناول الأول منهما أثر العرب في الحضارة الأوربية والذي يمتد لأزمنة بعيدة وضحها في حديثه عن أصل العرب. وقد تابع هذا الأثر في العقائد السماوية و الآداب والصناعات والطب والعلوم والفنون والموسيقى وغيرها من مجالات الحياة المتعددة أما القسم الثاني فجاء عن أثر أوروبا الاجتماعية والدينية ليكون بحثا عمليا أوضح وبين تلك العلاقة بين الحضارة العربية والأخرى الأوروبية على أكمل وجه، وهى على ذلك نقطة في خضم ” العقاد” الفكري.