هذا هو الأدب الثورى الحق، الذى نبع من النكبة مباشرة. أدب واع، متزن. ما بالقصة من حزن يكفى كى يخلق محيطاً. ولكن القصة -كالجوهرة النادرة- تختزنه كله فى محيطها الصغير، وتتألق به، وتضئ كالماسة السوداء.. حزن دفين، متكبر، لا يبكى لأنه لا فائدة من البكاء، ولأنه يعرف طريقاً آخر أجدى من البكاء، وإلى جوار هذا الحزن، حب دافق لأرض هذا البلد، وناس هذا البلد. يتمثل فى الإشارات الكثيرة، الدقيقة -التى تبدو عابرة- لأحوال البسطاء، وعاداتهم، ورغباتهم. وأفكارهم وكلها تبدى النقد وهى لاتدرى.