تتحدّث عن بطلها (عمر بن سيّد) الّذي وُلِدَ في (فوتا تور) ما يُعرَف اليوم بـ (السّنغال) في غرب أفريقيا عام 1770م ونشأ فيها، حتّى عام 1807م حيثُ يأتي جيشٌ يحتلّ بلاده، ويأخذه عبدًا إلى (تشارلستون) في جنوب أمريكا الشّماليّة، عمر نشأ متعلّمًا، كان يحفظ القرآن، ويعرف العربيّة، وعالِمًا بالأديان، وميسور الحال، وتزوّج قبل أنْ يُسترقّ، وترك زوجه حامِلاً… لم يكنْ يدري بعد مرور سنوات العبوديّة إنْ كانت قد استُرقّت معه في الحملة نفسِها أم في حملات أخرى لاحقة لتُجّار الرّقيق، أم أنّها أفلتتْ من العُبوديّة، ولم يكنْ يدري إنْ كانتْ قد أنجبتْ ابنَهما الوحيد أم لا… لكنّه رغم ذلك يبقى متعلّقًا بالأمل أنْ يتحرّر من عبوديّته وأنْ يلتقيهما… لكنّ آماله لم تتحقّق، ويموت عبدًا في عام 1863م بعد أنت تجاوز التسعين من عمره؛ وقبل أنْ يقرّ الرّئيس الأمريكي إبراهام لنكولن إلغاء الرّقّ بعامٍ واحد…
يُعثَر على مخطوطةٍ كتبها على رقوق يسرد فيها سيرة حياته قُبيل أنْ يموت، هذه الرّقوق حقيقيّة تحتفظ بها مكتبة الكونجرس الأمريكيّة وقد أفرجتْ عنها للعامّة قبل فترةٍ بسيطة…
إنّها قصّة عالم مُسلِم يعيش في الرّقّ ما يقرب من ستّين عامًا، يتعرّض فيها إلى أشكالٍ لا حصر لها من الظّلم والإهانة والتّعذيب والآلام… إنّها تكشف الوجه البشع للعنصريّة والعبوديّة.