“النسمات الباردة تداعب وجهي والنجوم اللامعات في السماء تخطف بصري .. والشوارع تحتي وقد خلت من الناس إلا فيما ندر تثير في قلبي الشجن، وهناك على مبعدةٍ تحت ظل تلك الشجرة الوارفة يحكم شخصٌ ملابسه وهو يشير إلى سياراتٍ متعجلة لا تقف، ثم يعتدل ويسند ظهره إلى ساق الشجرة حتى ترضى عنه سيارة وتسمح له بدخولها .. ياه ، أحلم كثيرًا بهذا المشهد .. أن يراقب غرفتي رجلٌ يحتمي بظل هذه الشجرة ولا يهدأ ولا تقر عيناه إلا عندما أغلق ضوء غرفتي.. لحظتها يطمئن ثم يغادر .. أين لي بهذا الرجل؟”
هذه رواية حكَّاءٍ محترف، يطأ بحروفه مفازات البهجة والإحباط، ويحلِّق في آفاق القبح بحثًا عن إرهاصات الجمال!
يصنع شخصياته من تفاصيل الحياة وينثرها على الورق فتبدو كما لو كانت حيّة .. لها ما للبشر من سماتٍ وتناقضات .. تتقبل مواقفها، أو ترفضها .. تتعاطف معها، أو تتخذ موقفًا ضدها .. لكنك طوال الوقت تعايشها، تراها، بل وأحيانًا تسمعها
.
رواية مكاوي سعيد الثالثة .. بعد فئران السفينة، ورواية “تغريدة البجعة” التي حازت على اهتمام نقدي وجماهيري واسع، ووصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر في دورتها الأولى