هذه الفصول الروائية التى يضمها الكتاب ليست من تأليف الكاتب, إنما هى فصول من سيرته الذاتية, تلك الحافلة بكل عجيب وغريب من الاحداث والشخصيات والمواقف الإنسانية, حيث اشتغل الكاتب فى عديد من المهن وتقلب فى عديد من الاحوال وكابد الكثير من العناء والشقاء قبل ان يصبح كاتباً متصلاً اتصالاً وثيقاً بالشوارع والحارات والازقة والاكواخ يغوص فيها وفى قاع الحياة غوص خبير بها يطلعنا على ما لم نكن رأيناه من حقائق الحياة.
وقد طلب العديد من المثقفين والدارسين والنقاد ان يكتب الكاتب سيرته الذاتية, ولكنه كان دائماً يُجيب بأن المرء ليس يملك وحده سيرته الذاتية بل يشاركه فيها أطراف كثيرة ربما تفوق الحصر ممن شاركوا فى تربيته وتثقيفه وإنضاجه وكان لهم الفضل فيما ال اليه, ومن ثم فليس من حقه ان يتكلم بلسانهم كما انه لا يستطيع أن يكون مُحايداً فى نقل وجهات نظرهم.
وأخيراً ها هو ذا يصدق مع نفسه ومع الحقيقة الموضوعية فيكتب عن شخصيات من مرحلة الطفولة والصبا شاركوا فى تربيته وتكوينه الثقافى والفكرى والاجتماعى بشكل او باخر, يكتب عنهم من قبيل الاعتراف بأفضالهم وإنسانيتهم طامحاً أن يكونوا نماذج يُقتدى بها … من الامثال