هم فقراء المهاجرين، وكانوا نحوًا من أربعمائة رجلٍ، وذلك أنهم كانوا يقدمون فقراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لهم أهل ولا مال فبُنيت لهم صفة في مؤخرة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل لهم: أهل الصُّفَّة؛ [تفسير القرطبي، ج: 3، ص: 340].
قال الإمام ابن تيمية (رحمه الله): “لم يكن جميع أهل الصُّفَّة يجتمعون في وقتٍ واحدٍ، بل منهم من يتأهل أو ينتقل إلى مكانٍ آخر يتيسر له، ويجيء ناس بعد ناسٍ، فكانوا تارةً يقلون، وتارةً يكثرون، فتارةً يكونون عشرةً أو أقل، وتارةً يكونون عشرين وثلاثين وأكثر، وتارةً يكونون ستين وسبعين، وأما جملة من أوى إلى الصُّفَّة مع تفرقهم، فقد قيل: كانوا نحوَ أربعمائةٍ من الصحابة، وقد قيل: كانوا أكثر من ذلك”؛ [مجموع فتاوى ابن تيمية، ج: 11، ص: 41].