حينما كتب كاتبنا أولى مقالاته وهو طالب بالجامعة بكلية الآداب سُئِلَ خلاله سؤالا: ما الذى كنت تتمنى أن تكون؟ فكان جوابه ألا أكون وفى نهاية المقالة كتب قائلا: «آه لو كنت شجرة بلا عينين ولا أذنين إنما أتغذى بالهواء وبالطين، ولا أسمع الأنين، آه لو كنتها مع الأسف لن أكون فيا ليتنى لم أكن !» ولكن أصبحت الكتب هى حياتى والكتاب سبيلى وأسلوبى وأملى وشرفى وعذابى أيضًا وتبددت طاقتى فى القراءة ومن قبلها أموالى، وأصبحت ثروتى المعروفة هى أكثر من أربعين ألف كتاب تعطينى الطاقة والضوء بأوراقها .. إنها أوراق على شجرة الحياة.
ففي هذا الكتاب تكلم أنيس منصور عن نفسه وعن بعض الشعراء والفلاسفة. وأيضًا عن المرأة واليونان وأساطير الشرق. عن تاريخ الإنسان وفلسفته والطيور وتغاريدها وأصوات القطارات في المدن العصرية. تكلم في كل شيء تقريبًا، لكن بأسلوب لا يُمل.