تُعَد قضية تجديد الخطاب الديني من أبرز المسائل الفكرية المطروحة على الساحة السياسية والدينية منذ أكثر من قرنٍ ونيِّف؛ إذ كانت بدايتها مع الخديوي «إسماعيل» حين دعا مؤسسةَ الأزهر إلى قيادة حركة التجديد، وعلى الرغم من استجابتها لدعوته، فإنها ظلَّت محتفِظة بالموروث كما هو دونَ الاقتراب منه أو العمل عليه، وهو ما أفرغ التجديدَ من مضمونه؛ إذ لا معنى لتجديدٍ لا يناقش الأفكارَ وفقَ سياقِ عصرٍ جديد له أدواتُه في القراءة والنظر والتحليل. وكان لذلك تأثير كبير في تراجُع الفكر الديني وظهور العديد من الجماعات المتطرِّفة التي تتمسَّك بظاهر النص دونَ الولوج إلى جوهره. وقد تكرَّرت تلك الدعوة في مناسبات عديدة، إلا أن الاستجابة لها لم تختلف عما كانت عليه الحال إبَّان عهد الخديوي «إسماعيل»؛ ولذا فإن «علي مبروك» يحلِّل في هذا الكتاب تلك القضية، واضعًا يدَه على العثرات التي تواجهها وكيفية معالَجتها.