في هذا الكتاب، يشرح هيكل كيف نشأت فكرة إقامة دولة صهيونية يهودية، ليست عربية ولا إسلامية فى فلسطين للفصل بين مصر وسوريا، خاصة بعد تجربة محمد علي وضمه لدولة الشام كلها، وهي التجربة التى لو كانت كتبت لها النجاح، لكانت تحكمت فى الشرق الأوسط كله، خصوصا أن تتحكم فى المدخل الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط بالنسبة للغرب، ولعدم تكرار تلك التجربة مرة أخرى، فكان لابد من وجود دولة كإسرائيل، فيحكي هيكل شارحاً ومفسراً متى نشأت تلك الفكرة، ولماذا نشأت، ثم الأهم هي كيفية تنفيذها على ارض الواقع، معتمداً على وثائق الخارجية الأمريكية ويوميات بن جوريون فى حرب 48، وكذلك على شهادات ومذكرات بعض من عاصروا تلك الفترة خصوصاً الظباط الذين خاضوا الحرب واهمهم القائد عبد الله التلا قائد القوات الأردنية.
وكم كان مؤسفاً وموجعاً وانت تقرأ هذا الجزء الأول من ثلاثية المفاوضات السرية بين العرب واسرائيل، كيف هو حال العرب المهلهل بفعل الاحتلال، وطمع حكامه فى المزيد من السلطة خاصة الملك عبد الله بن الشريف حسين، ملك الأردن، وخيانته القذرة خلال العرب ومفاوضاته السرية للاستيلاء على الاراضي العربية التى حددها قرار تقسيم فلسطين الصادر من الأمم المتحدة. وكم كان مؤسفا وموجعاً ايضا وانت ترى كيف كانوا اليهود وبني صهيون منظمين، عارفين جيداً بما يريدون، محددين لأنفسهم جدول زمني ليبلغوا به مقصدهم فى انشاء دولة قوية لهم، قادرة على اثبات تواجدها والدفاع عن هذا التواجد بقوة السلاح وقوة الغدر والخيانة والقذارة السياسية، واستغلال ضعف نفوس الحكام العرب وشهوتهم فى السلطة.