تكمن أهمية هذا الكتاب ((الإمام البخاري وجامعه الصحيح)) في أن الأمة قد تلقت ((صحيح البخاري)) بالقبول، واعتبروه من أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل، وهذا يظهر واضحاً في إكباب العلماء عليه بالشرح والاختصار والتعليق، بل والترجمة إلى اللغات الأخرى فى العصر الحالي.
أضف إلى ذلك أن بعض المحدثين كان إذا وجد الحديث مخرجاً في صحيح البخاري فإنه يقتصر على تخريجه منه، ولا يستطرد في تخريجه، لأن تخريج الحديث فى صحيح البخاري رمز للصحة، ومن ثم وجد أنه لاداعي لذكر غيره.
وفي هذا دليل واضح على أن الإمام البخاري رحمه الله قد بذل جهداً كبيراً في تصنيف كتابه حتى وصل إلينا في الصورة التي هو عليها الآن، واستحق أن يكون كتابه علامةً على صحة الحديث وسلامته من أي ضعف.
وما أشد حاجة المسلمين اليوم إلى معرفة ما بذله أسلافهم في حمل الحديث إليهم، لأنهم علموا ان ذلك أمانة ثقيلة ألقيت على عاتقهم، فكانوا أحق بها وأهلها.
ومن هذا المنطلق يسر دار الفاروق أن تقدم للأمة الأسلامية كتاب ((الإمام البخاري وجامعه الصحيح)) في الوقت الذي يهاجم فيه رسول الأسلام (صلي الله عليه وسلم)، وكثير من أمته لايعلمون شيئاً عن سنته.