يعدُّ هذا الكتاب من أوائل الكتب العربية التي تتحدث عن الإشتراكية، ولعله أولها، وقد أصبح للإشتراكية شأن عظيم في حياة الشعوب الغربية ولا سيما بعد الحرب العظمى فجدير بقراء العربية أن يطلعوا على حقيقة هذا المذهب وقضاياه ومراميه إلى غير ذلك من المباحث الخطيرة الدائرة على إصلاح المجتمع العمراني.
ولما كانت اللغة العربية مفتقرة إلى كتاب في هذا الموضوع وضع الكاتب الإجتماعي نقولا افندي الحداد هذا المؤلف وجيز لسد هذا النقص، وليعينهم على فهم دقائق المشكلة الإجتماعية الكبرى – سواء وافقوا على العقيدة الإشتراكية أو لم يوافقوا.
فإن غاية هذا الكتاب شرح تلك العقيدة إعتماداً على كتابات زعمائها وبيان حججهم ونظرياتهم وطرق تطبيقها إلخ…
وليس في هذا الكتيب متسع لتفصيل تاريخ العقيدة الإشتراكية وتطوراتها وشرح مبادئ الإشتراكيين ومذاهبهم المختلفة، لأن الغرض الأساسي منه بيان روح العقيدة الإشتراكية الحديثة التي أجمع عليها السواد الأعظم من أصحاب الحركة الإشتراكية في أوروبا وأميركا.
ويقسم المؤلف كتابة قسمين: الباب الأول: في إجحاف (ظلم) النظام الإفرادي (الرأسمالي)، الباب الثاني: في النظام الإشتراكي.