الأمة المرضية التي جعلها الله شهيدة على الناس هي أمة الوسط بين من غلا ومن جفا، بين من أفرط وفرط، فهي أمة قائمة معتدلة مقتصدة: (وكذلك جعلنكم أمة وسطً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً). والتوسط هو مذهب أهل العلم والإيمان من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من أئمة الإسلأم، لأن الحسنة بين سيئتين والطريق الأسلم بين متلفتين، ومن اطلع على نصوص الشريعة كتاباً وسنةً عرف أن الوسط هو المحمود في مسائل الإيمان والعبادة والأخلاق والآداب. وهذه الرسالة تبين لك هذا المنهج المبارك (منهج الوسطية) ،مع إيراد الأدلة في كل مسألة، وقد حرص على وضوح العبارة وتسهيل الجملة وتقريب المعنى حسب الطاقة.