“لا وجود لأية قاعدة. كل الناس استثناءات لقاعدة لا وجود لها“.
بهذه العبارة يضع فرناندو بيسوا أحسن تعريف لشخصيته وكتابته، فالحديث عن فرناندو بيسوا لا يمكن أن يكون إلا حديثاً عن الاستثناء والتميُّز أمام كاتب متعدِّد الأوجه يُعتبر أحد أكبر ممثلي الحداثة الأدبية في القرن العشرين.
لقد كان بيسوا شاعراً، وناثراً، ومنجِّماً، ومقاولاً، ومفكراً اقتصادياً، ومخترعاً. ولعلّ تعدّد هذه الصفات وتداخلها الغريب في شخصيته هو ما تعكسه هذه النصوص القصصية التي نقدِّمها اليوم للقارئ العربي.
ونقدِّم هنا خمسة نصوص قصصية تُعتبر من أشهر ما كتبه فرناندو بيسوا في هذا الجنس الأدبي، بالإضافة إلى خمسة نصوص سردية يعتبرها الكاتب “حكايات ذات مغزى“. لقد اخترنا هذه النصوص لأنها تمثل أشكالاً قصصية مختلفة ونصوصاً مكتملة اتّفق معظم دارسي أعمال فرناندو بيسوا على صيغتها النهائية وقيمتها الأدبية والفنية.